Skip to main content

كانت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة في 11 نوفمبر 2023 بمثابة توضيح نادر للوحدة بين جميع قادة الدول الإسلامية والعربية.حيث ألقى أمير قطر″ آل ثاني″ خطاباً عاطفياً أدان فيه نفاق الغرب ومعاييره المزدوجة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأوضح ان هذا المعيار المزدوج في تطبيق القانون الدولي والقيم الإنسانية سيؤدي إلى شرخ في الحضارات والثقافات. وخلال المؤتمر الافتراضي لمجموعة البريكس في 27 نوفمبر 2023، طالب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود بإقامة دولة فلسطينية.

Diana Mautner Markhof, 28/11/2023

انعقدت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة في 11 نوفمبر في الرياض بالمملكة العربية السعودية. وشارك العشرات من الزعماء، من بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس السوري بشار الأسد. وكانت هذه هي المرة الأولى منذ 11 عامًا التي يزور فيها رئيس إيراني المملكة العربية السعودية.

ودعا البيان الختامي لقادة وحكومات منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ورفض مبررات إسرائيل للدفاع عن النفس. ودعوا المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في ″جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية″ التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، حيث طالب البيان ″بسلام عادل ودائم وشامل″ على أساس حل الدولتين، وحث البيان جميع الدول على ″وقف تصدير الأسلحة والذخائر لسلطات الاحتلال… ولجيشها والمستوطنين الإرهابيين. ″ وحذرت القمة من “الجرائم الوحشية التي ترتكب أيضا في الضفة الغربية والقدس الشريف. ″

ودعا أمير قطر إسرائيل إلى وقف قصف الفلسطينيين في البيان الصادر منه في القمة، كما دعا المجتمع الدولي إلى التوقف عن غض الطرف عن المأساة المدنية التي تحدث في غزة. وانهي بيانه: ″أكرر أنه لا يوجد شيء يبرر هذه الجرائم ″. ولقد انتقد أيضا في بيانه نفاق الغرب، الذي ظل صامتاً تقريباً في مواجهة القتل العشوائي الذي ترتكبه إسرائيل ضد المدنيين في غزة. حيث ذكر ″إلى متى سيظل المجتمع الدولي صامتا عن التعامل مع إسرائيل وتركها فوق القانون الدولي والسماح لها بانتهاك كافة القوانين الدولية وغض الطرف عن كل القيم الإنسانية في حربها الضارية على السكان الأصليين في فلسطين″.

ويواصل الأمير آل ثاني: ″تأتي هذه القمة في لحظة حاسمة من تاريخ منطقتنا ونجتمع بينما يمر إخواننا في قطاع غزة بما لا يطاق في ظل آلة القتل الإسرائيلية. لقد فشل المجتمع الدولي في الارتقاء إلى مستوى مسؤوليته الأخلاقية والقانونية أو القيام بما يلزم لوضع حد لجرائم الحرب والمذابح والانتهاكات المرتكبة بحجة الدفاع عن النفس. إن قلوبنا تنكسر ونحن نشهد مقتل النساء والأطفال والشيوخ بشكل جماعي وسط هذه المعاناة الإنسانية. ″

وادان الأمير آل ثاني إسرائيل ″لاستهداف″ المدنيين الفلسطينيين، وقام بتذكير المجتمع الدولي بأنه من غير المعقول أن تستهدف إسرائيل الفلسطينيين لأن لديهم عرقاً وديناً مختلفين. وأضاف: ″ما يحدث في غزة يشكل تهديدا حقيقيا على كافة المستويات، ان هذه أحداث غير مسبوقة″. ويتساءل كيف تم قبول قصف المستشفيات والمدارس كإجراء تشغيلي ويدين معايير الغرب المزدوجة. وذكر أيضا ″ان العديد من الشعوب والدول في جميع أنحاء العالم التي تحاضر عن الالتزام والامتثال للقانون الدولي والقيم الإنسانية [تقف] صامتة وسط كل هذه الفظائع ضد النساء والأطفال الفلسطينيين. إن قصف المستشفيات ومراكز الإيواء لا يمثل لهم شيئاً. يصمتون ليروا الجثث تفوح منها الرائحة ومنتفخة وتأكلها الحيوانات الضالة. ″

وتدعو القيادة الإسرائيلية الآن علناً إلى تهجير الفلسطينيين بشكل دائم من غزة، وقد وصف وزير الليكود آفي ديختر علناً ما تفعله إسرائيل، على وجه التحديد، ″ بنكبة 2023 ″. وكما قال الأمير آل ثاني: ″فان هنالك أسر، وأحياء سكنية بأكملها تمحى من على وجه الأرض، وهنالك شعب بأكمله يجبر على التهجير والانتقال خارج وطنهم، كل هذه الأحداث غير المسبوقة تجري تحت أنظار وأعين العالم أجمع″. وما زال الغرب ″يبرر كل هذه الجرائم التي يرتكبها الإسرائيليون ″.

ولقد ذكر جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، في تغريدة بتاريخ 27 نوفمبر 2023: ″لقد شعرت بالفزع عندما علمت أنه في خضم الحرب، تستعد الحكومة الإسرائيلية لتخصيص أموال جديدة لبناء المزيد من المستوطنات غير الشرعية. حيث ان هذا ليس دفاعًا عن النفس ولن يجعل إسرائيل أكثر أمانًا. إن المستوطنات تشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي، وهي أكبر مسؤولية أمنية على عاتق إسرائيل. ″

في 10 نوفمبر 2023، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول زعيم غربي يدعو الإسرائيليين إلى التوقف عن قتل المدنيين الأبرياء واحترام القانون الدولي. كما قال العديد من القادة الآخرين، بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو مانويل دي أوليفيرا غوتيريس، والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن الهجمات الإسرائيلية على غزة تشكل انتهاكًا للقانون الدولي، وقد صرحوا بأن الهجمات الإسرائيلية على غزة تشكل انتهاكًا للقانون الدولي، ودعوا إلى وقف هذا العدوان. ولقد صرح ألبانيز أن إسرائيل لا يمكنها المطالبة بحق الدفاع عن النفس ضد تهديد من ″أرض تظل تحت الاحتلال. ″

قطر تدعم الشعب الفلسطيني و″قضيتهم العادلة″. كما تواصل لعب دور رئيسي في الشرق الأوسط من خلال العمل كوسيط بين حماس وإسرائيل على أمل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن. حيث إن الهدنة التي مدتها أربعة أيام (والتي أصبحت الآن ستة) من 24 إلى 29 نوفمبر بين إسرائيل وحماس، بما في ذلك تبادل الأسرى والرهائن، تم تحقيقها من خلال الجهود الحثيثة التي بذلتها قطر، التي قادت المفاوضات بين حماس وإسرائيل. وفي الماضي، نجحت قطر في التوسط في النزاعات في أوكرانيا ولبنان والسودان وإيران وأفغانستان وحماس.

ويحذر الأمير آل ثاني قائلاً: ″علينا أن نتخذ إجراءات رادعة لوضع حد للحرب العدوانية في غزة… إذا استمرت إسرائيل في انتهاك القانون الدولي، فإن ذلك لن يتسبب [فقط] في إلحاق الضرر بالدول العربية والإسلامية وحدها، بل بدول المنطقة أيضًا″. ″ إن الحرب العدوانية التي تخوضها إسرائيل ستؤدي الى تقويض كل الجهود الرامية إلى إحلال السلام. ″

وتتفق العديد من الدول الإسلامية وغيرها مع الأمير آل ثاني، بما في ذلك الزعيم الروسي الذي صرح مؤخرًا بأن أي تصعيد إضافي للأزمة ″محفوف بعواقب وخيمة وخطيرة للغاية ومدمرة وليس فقط لمنطقة الشرق الأوسط. بل من الممكن ان تمتد إلى ما هو أبعد من حدود الشرق الأوسط. ″

وتواصل الصين الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي بشأن فلسطين. حيث صرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي بأن ″الصين تدعو إلى عقد مؤتمر سلام دولي ذي مصداقية وفاعلية على وجه السرعة من أجل إعادة القضية الفلسطينية إلى مسار حل الدولتين″. وفي 27 نوفمبر 2023، طالب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود، خلال القمة الافتراضية لمجموعة البريكس، ببدء مفاوضات جادة شاملة لإقامة الدولة الفلسطينية، مضيفا أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن في فلسطين.

ودعت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية إلى إطلاق ″عملية سلام جادة لإقامة حل الدولتين الذي يلبي كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني″. ودعا، الأمير والسيد حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إلى سلام دائم في إطار مبادرة السلام العربية ″على أساس اقتناعنا بحق الشعب الفلسطيني المشروع في السلام والأمن والدولة المستقلة″. ويطالبون بإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

والآن فقط، بعد مقتل أكثر من 16400 شخص في غزة وتهجير مليون ونصف فلسطيني قسراً من شمال غزة، والعديد منهم من النساء والأطفال والمسنين، أصبح البعض في الغرب ينظرون إلى جانبي الصراع. وما دام الغرب مستمراً في تبني معايير مزدوجة، فسوف يستمر في فقدان مصداقيته وموقعه القيادي.

البيان الختامي للقمة ″يدين المعايير المزدوجة في تطبيق القانون الدولي″. وحذر من أن هذه الازدواجية ″تضعف بشكل كبير من مصداقية الدول التي تحمي إسرائيل من القانون الدولي وتضعها فوق القانون، وكذلك مصداقية العمل المتعدد الأطراف″. وخلصت القمة إلى أن هذه الأزمة تكشف ″الانتقائية في تطبيق منظومة القيم الإنسانية″ والتي ستؤدي في النهاية إلى شرخ بين الحضارات والثقافات.

الصورة: أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في الرياض، المملكة العربية السعودية، السبت 11 نوفمبر 2023، اجتماع القمة من المتوقع أن يؤكد على المطالب أن تنتهي الحرب الإسرائيلية في غزة قبل أن يمتد العنف إلى بلدان أخرى. © إيماجو / يو بي آي فوتو

WordPress Cookie Notice by Real Cookie Banner